تل ابيب –
- ا ف ب - اتهمت منظمة اسرائيلية غير حكومية الاثنين الجيش الاسرائيلي
بانتهاك القواعد الاخلاقية الطبية خلال عدوانه على قطاع غزة من 27 كانون
الاول (ديسمبر) الى 18 كانون الثاني (يناير)، بعرقلته اجلاء الجرحى
ومهاجمته مسعفين فلسطينيين. ونقلت منظمة "أطباء من اجل حقوق الانسان" عن
منظمة الصحة العالمية القول ان 16 مسعفا فلسطينيا قتلوا برصاص اسرائيلي
و25 آخرين جرحوا اثناء اداء مهمتهم خلال الهجوم الاسرائيلي. كما ان القوات
الاسرائيلية هاجمت 34 منشأة للعناية الطبية، من بينها 8 مستشفيات و 26
مستوصفا.
واكد تقرير المنظمة ان "الجنود الاسرائيليين انتهكوا خلال القتال في
غزة وبشكل متكرر القواعد الاخلاقية للجيش والحقوق الانسانية الاساسية بما
يثير شكوكا بشأن انتهاك القانون الدولي المتعلق بالجرحى وسلامة الفرق
الطبية".
وجاء فيه ايضا ان القوات الاسرائيلية في كثير من الحالات "لم تسمح
باجلاء مدنيين جرحى محاصرين (في ميادين القتال) وعائلات اصيبت بجراح لعدة
ايام وتركت مدنيين بدون طعام او مياه لفترات طويلة".
وأوردت المنظمة مثالا على ذلك قيام مروحية اسرائيلية بقصف طاقم طبي
فلسطيني كان يساعد جريحا ينزف في شمال شرقي القطاع في 31 كانون الاول
(ديسمبر) ما ادى الى مقتل الطبيب والمسعف والمصاب.
وفي العاشر من كانون الثاني (يناير) دخلت خمس سيارات اسعاف تابعة
للهلال الاحمر الفلسطيني واخرى تابعة للصليب الاحمر الفلسطيني حي العطاطرة
فأطلقت دبابة النيران باتجاههم ما ادى الى جرح سائق سيارة اسعاف ومسعف.
وقد اضطرت الطواقم الى العودة ادراجها من دون اجلاء المصابين، حسبما ذكرت المنظمة.
ورأت المنظمة الاسرائيلية ان ذلك "يتناقض مع القانون الدولي الذي يحظر الاعتداء على المراكز والطواقم الطبية خلال الحرب".
وطالبت "اطباء لحقوق الانسان" باجراء "تحقيق خارجي محايد في الخروقات
الاسرائيلية للقوانين الدولية في التعامل مع الطواقم والمراكز الطبية خلال
الحرب على غزة".
واكدت ان "هناك عدة حالات تم الاعتداء فيها على الطواقم الطبية" وأن
الامر لا يتعلق بحالات فردية او استثنائية، داعية الى تشكيل "لجنة محايدة
مستقلة مكونة من خبراء في الطب الشرعي لجمع ادلة اضافية وفحص حجم الظاهرة
والتحقيق في الشبهات."
وتشكك المنظمة في ان الجيش الاسرائيلي هو الجهة المخولة في التحقيق بتلك الخروقات.
وقالت: "حتى اليوم لم تنفذ تعهدات الجيش للمحكمة العليا بالتحقيق في
مهاجمة الطواقم الطبية، وثمة شك في مدى جديته واستعداده للقيام بذلك".
وفي الختام قالت المنظمة: "على اساس ما نشره فرع المنظمة في اسرائيل
فان هناك اتجاهاً يتسم بالخطورة والاهمال يمكن التعرف عليه من ارتفاع درجة
عدم الاهتمام بالالتزام بحماية الافراد الطبيين خلال العمليات".
ورداً على تقرير المنظمة، قال ناطق باسم الجيش الاسرائيلي لوكالة
"فرانس برس" ان "قوات الجيش الاسرائيلي وجهت تعليمات واوامر واضحة للتصرف
باقصى درجات الحذر لتلافي الحاق اي ضرر بالطواقم الطبية والمركبات
والمرافق الطبية".
وادعى ان "حركة "حماس" استخدمت المركبات الطبية والمرافق والزي الرسمي
لاخفاء وتمويه أعمالها، وانها استخدمت سيارات الاسعاف لنقل الاسلحة
ونشطائها ولانقاذ ناشطيها من ميدان المعركة".
كما اتهم "حماس" بـ"التحصن في المستشفيات والمرافق الطبية مستغلة بذلك
الحماية الممنوحة للمؤسسات الطبية مما ادى في بعض الاحيان الى الحاق اضرار
ببعض المركبات".
واكد ان "الجيش ما زال بصدد التحقيق في هذه الشكاوى، وانه لم يصل الى نتيجة بعد وعندما تنتهي تلك التحقيقات فانها ستنشر للعلن".
أما وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك فقد كرر وصف اسرائيل لقواتها بانها اكثر الجيوش تمسكا بالمبادئ الاخلاقية.