المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
مواضيع مماثلة
شهادات الجنود عن حرب غزة: الأمر "الجميل" المتواصل منذ أربعين عاماً
صفحة 1 من اصل 1
23032009
شهادات الجنود عن حرب غزة: الأمر "الجميل" المتواصل منذ أربعين عاماً
بقلم: جدعون ليفي
عاصفة وذهول: "هارتس" كشفت دلائل وشهادات صعبة من ضباط وجنود حول قتل
فلسطينيين أبرياء في الحرب في غزة. الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي سارع
للقول: "ليست لدى الجيش الإسرائيلي أية معلومات تؤيد الأحداث التي ذكرت"،
وزير الدفاع سارع للاجترار: "الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في
العالم". قسم التحقيقات العسكرية صرح بأن الجيش سيحقق في الأحداث. كل ردود
الأفعال السخيفة الدعاوية هذه ترمي فقط إلى الخداع والتضليل، هذا إن لم
نقل الكذب بوقاحة ومن دون أن يندى لها جبين. الجيش الإسرائيلي عرف جيداً
ما الذي فعله جنوده في غزة، وهو لم يعد منذ زمن الجيش الأكثر أخلاقية في
العالم، بل بعيد عن ذلك، وهو أيضاً لن يحقق بشيء بجدية.
كالرعد في يوم مشمس، سقطت علينا شهادات خريجي الكلية التحضيرية العسكرية
في أورانيم، كيف ذبح الجنود أمّاً وطفليها، وكيف أطلقوا النار على عجوز
فلسطينية فأردوها قتيلة، وكيف شعروا عندما يقتلون بدم بارد، وكيف حطموا
ممتلكات الفلسطينيين، وكيف لم يكن هناك بالمرة قتال في حرب لم تكن حرباً.
ولكن ليس هذا رعداً ولا يوماً مشمساً: كل شيء كان معروفاً منذ زمن لمن
اراد أن يعرف، ولمن قرأ عن سبيل المثال تقارير عاميرا هاس من غزة. كل شيء
بدأ منذ زمن أيضاً قبل ذلك الهجوم على غزة بكثير. أفعال الجنود هم نتيجة
لا مفر منها لاوامر الحرب القاسية هذه، وهي الامتداد الطبيعي للسنوات
التسع الأخيرة، التي قام الجنود خلالها بقتل خمسة آلاف فلسطيني تقريباً،
على الأقل نصفهم مواطنون أبرياء، والفا منهم من الأطفال والفتيان.
كل ما وصفه الجنود من غزة، كله جرى خلال هذه السنوات الدموية وكأنه امر
اعتيادي. ولكن السياق هو الذي كان مختلفاً وليس القيم. جيش لم يصطدم سلاح
مدرعاته منذ ستة وثلاثين عاماً مضت بدبابة معادية ولم يلتق طياروه بطائرة
حربية للطرف الآخر، تدرب على الاعتقاد بأن مهمة الدبابة الوحيدة هي سحق
السيارات الخاصة ومهمة الطيار قصف الاحياء السكنية. اتاحة المجال لذلك من
دون حيرة وتردد اخلاقي لا داع له، دفع الجهاز لتدريب جنودنا على الاعتقاد
بأن حياة الفلسطينيين وممتلكاتهم ليست مسألة ذات قيمة ما - عملية نزع
للشرعية تتواصل منذ عشرات السنين كثمرة للاحتلال. "هذا هو الامر الجميل في
غزة - ان ترى انساناً يمر عبر طريق... وبإمكانك ان تطلق عليه النار بكل
بساطة" - هذا "الجميل" يحدث منذ أربعين عاماً. "ما شعرت به هو الكثير من
التعطش للدم" - هذا التعطش يتواصل منذ سنوات. اسألوا ابناء عائلات ياسر
طميزي، العامل البالغ من العمر 35 عاماً من قرية اذنا الذي قام الجنود
بقتله وهو مقيد اليدين، ومهدي أبو عياش الفتى ابن الـ 16 ربيعاً من بيت
امر الذي يقبع في المستشفى في حالة موت سريري - من ضحايا الأيام الاخيرة
بعيداً عن حرب غزة.
أغلبية الجنود الذين شاركوا في الهجوم على غزة هم شبان ذوو قيم. بعضهم
سيتطوعون لكل مهمة، لمساعدة امرأة مسنة في اجتياز الشارع او انقاذ
المصابين في هزة ارضية، ولكن في غزة في مواجهة الفلسطيني، غير - الادمي،
الذي يعتبر شيئاً مشبوهاً دائماً، يؤدي غسل الدماغ الى طمس العقول وتغيير
منظومة القيم. بهذه الطريقة فقط يمكنهم أن يقتلوا ويدمروا بصورة جماعية من
دون حيرة أو عذاب أو تأنيب ضمير، وحتى ليس اشراك الاصحاب والصديقة بما
فعلوه.
خلافاً لما قاله احد الجنود، "مهما قلنا عن الجيش الإسرائيلي إنه جيش ذو
قيم فإن ذلك لا يكون على مستوى الميدان وليس على مستوى الكتيبة" - الجيش
الإسرائيلي لم يعد منذ زمن قيمياً، لا في الميدان ولا في الكتيبة ولا في
القيادة الاعلى. عندما لا يحققون طوال سنوات بآلاف حوادث القتل، تكون
الرسالة للجنود واضحة وهي اتية من الأعلى. رئيس هيئة الأركان غابي
اشكنازي، الذي لم تشبه شائبة بعد، لا يستطيع أن يتفاخر بنقاء يديه. هي
ملطخة. ما وصفه جنود الكلية التحضيرية الحربية هو جرائم حرب ومن الواجب أن
تجري محاكمتها. هذا لن يحدث باستثناء الخردة المسماة "تحقيقات قيمية"، في
الجيش الذي قتل 1300 شخص خلال 25 يوماً وترك وراءه مائة ألف من المشردين
بعد أن هدم منازلهم وتحقيقات شرطته العسكرية التي لم تفض الى شيء.
الجيش الإسرائيلي ليس قادراً على التحقيق بجرائم جنوده وقادته، ومن
السخافة بمكان ان نتوقع منه أن يفعل ذلك. نحن لا نتحدث عن اطلاق نار عن
"طريق الخطأ" وانما عن اطلاق موجه من خلال اوامر مسبقة. لا نتحدث عن
"استثناءات" وانما بروح القائد، وهذه الروح شريرة مستطيرة وفاسدة منذ زمن.
التغير لن يأتي الا ان تم استبدال القرص: طالما لم نعترف بالفلسطينيين
كأدميين مثلنا لن يتغير شيء. ولكن في هذه الحالة سيزول الاحتلال لا قدر
الله! في هذه الاثناء يتوجب عليكم ان تستعدوا للحرب القادمة وللشهادات
الصعبة التي تليها حول الجيش الاكثر اخلاقية في العالم.
تاريخ نشر المقال
23 آذار 2009
عاصفة وذهول: "هارتس" كشفت دلائل وشهادات صعبة من ضباط وجنود حول قتل
فلسطينيين أبرياء في الحرب في غزة. الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي سارع
للقول: "ليست لدى الجيش الإسرائيلي أية معلومات تؤيد الأحداث التي ذكرت"،
وزير الدفاع سارع للاجترار: "الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في
العالم". قسم التحقيقات العسكرية صرح بأن الجيش سيحقق في الأحداث. كل ردود
الأفعال السخيفة الدعاوية هذه ترمي فقط إلى الخداع والتضليل، هذا إن لم
نقل الكذب بوقاحة ومن دون أن يندى لها جبين. الجيش الإسرائيلي عرف جيداً
ما الذي فعله جنوده في غزة، وهو لم يعد منذ زمن الجيش الأكثر أخلاقية في
العالم، بل بعيد عن ذلك، وهو أيضاً لن يحقق بشيء بجدية.
كالرعد في يوم مشمس، سقطت علينا شهادات خريجي الكلية التحضيرية العسكرية
في أورانيم، كيف ذبح الجنود أمّاً وطفليها، وكيف أطلقوا النار على عجوز
فلسطينية فأردوها قتيلة، وكيف شعروا عندما يقتلون بدم بارد، وكيف حطموا
ممتلكات الفلسطينيين، وكيف لم يكن هناك بالمرة قتال في حرب لم تكن حرباً.
ولكن ليس هذا رعداً ولا يوماً مشمساً: كل شيء كان معروفاً منذ زمن لمن
اراد أن يعرف، ولمن قرأ عن سبيل المثال تقارير عاميرا هاس من غزة. كل شيء
بدأ منذ زمن أيضاً قبل ذلك الهجوم على غزة بكثير. أفعال الجنود هم نتيجة
لا مفر منها لاوامر الحرب القاسية هذه، وهي الامتداد الطبيعي للسنوات
التسع الأخيرة، التي قام الجنود خلالها بقتل خمسة آلاف فلسطيني تقريباً،
على الأقل نصفهم مواطنون أبرياء، والفا منهم من الأطفال والفتيان.
كل ما وصفه الجنود من غزة، كله جرى خلال هذه السنوات الدموية وكأنه امر
اعتيادي. ولكن السياق هو الذي كان مختلفاً وليس القيم. جيش لم يصطدم سلاح
مدرعاته منذ ستة وثلاثين عاماً مضت بدبابة معادية ولم يلتق طياروه بطائرة
حربية للطرف الآخر، تدرب على الاعتقاد بأن مهمة الدبابة الوحيدة هي سحق
السيارات الخاصة ومهمة الطيار قصف الاحياء السكنية. اتاحة المجال لذلك من
دون حيرة وتردد اخلاقي لا داع له، دفع الجهاز لتدريب جنودنا على الاعتقاد
بأن حياة الفلسطينيين وممتلكاتهم ليست مسألة ذات قيمة ما - عملية نزع
للشرعية تتواصل منذ عشرات السنين كثمرة للاحتلال. "هذا هو الامر الجميل في
غزة - ان ترى انساناً يمر عبر طريق... وبإمكانك ان تطلق عليه النار بكل
بساطة" - هذا "الجميل" يحدث منذ أربعين عاماً. "ما شعرت به هو الكثير من
التعطش للدم" - هذا التعطش يتواصل منذ سنوات. اسألوا ابناء عائلات ياسر
طميزي، العامل البالغ من العمر 35 عاماً من قرية اذنا الذي قام الجنود
بقتله وهو مقيد اليدين، ومهدي أبو عياش الفتى ابن الـ 16 ربيعاً من بيت
امر الذي يقبع في المستشفى في حالة موت سريري - من ضحايا الأيام الاخيرة
بعيداً عن حرب غزة.
أغلبية الجنود الذين شاركوا في الهجوم على غزة هم شبان ذوو قيم. بعضهم
سيتطوعون لكل مهمة، لمساعدة امرأة مسنة في اجتياز الشارع او انقاذ
المصابين في هزة ارضية، ولكن في غزة في مواجهة الفلسطيني، غير - الادمي،
الذي يعتبر شيئاً مشبوهاً دائماً، يؤدي غسل الدماغ الى طمس العقول وتغيير
منظومة القيم. بهذه الطريقة فقط يمكنهم أن يقتلوا ويدمروا بصورة جماعية من
دون حيرة أو عذاب أو تأنيب ضمير، وحتى ليس اشراك الاصحاب والصديقة بما
فعلوه.
خلافاً لما قاله احد الجنود، "مهما قلنا عن الجيش الإسرائيلي إنه جيش ذو
قيم فإن ذلك لا يكون على مستوى الميدان وليس على مستوى الكتيبة" - الجيش
الإسرائيلي لم يعد منذ زمن قيمياً، لا في الميدان ولا في الكتيبة ولا في
القيادة الاعلى. عندما لا يحققون طوال سنوات بآلاف حوادث القتل، تكون
الرسالة للجنود واضحة وهي اتية من الأعلى. رئيس هيئة الأركان غابي
اشكنازي، الذي لم تشبه شائبة بعد، لا يستطيع أن يتفاخر بنقاء يديه. هي
ملطخة. ما وصفه جنود الكلية التحضيرية الحربية هو جرائم حرب ومن الواجب أن
تجري محاكمتها. هذا لن يحدث باستثناء الخردة المسماة "تحقيقات قيمية"، في
الجيش الذي قتل 1300 شخص خلال 25 يوماً وترك وراءه مائة ألف من المشردين
بعد أن هدم منازلهم وتحقيقات شرطته العسكرية التي لم تفض الى شيء.
الجيش الإسرائيلي ليس قادراً على التحقيق بجرائم جنوده وقادته، ومن
السخافة بمكان ان نتوقع منه أن يفعل ذلك. نحن لا نتحدث عن اطلاق نار عن
"طريق الخطأ" وانما عن اطلاق موجه من خلال اوامر مسبقة. لا نتحدث عن
"استثناءات" وانما بروح القائد، وهذه الروح شريرة مستطيرة وفاسدة منذ زمن.
التغير لن يأتي الا ان تم استبدال القرص: طالما لم نعترف بالفلسطينيين
كأدميين مثلنا لن يتغير شيء. ولكن في هذه الحالة سيزول الاحتلال لا قدر
الله! في هذه الاثناء يتوجب عليكم ان تستعدوا للحرب القادمة وللشهادات
الصعبة التي تليها حول الجيش الاكثر اخلاقية في العالم.
تاريخ نشر المقال
23 آذار 2009
مواضيع مماثلة
» يديعوت": "حماس" انتصرت في الحرب وعلى الخاسر أن يحني رأسه ويلبي مطالب المنتصر
» قوات الاحتلال تقتحم طولكرم لشراء "النرجيلة"!
» منظمة يهودية تنشر خريطة اسرائيل الكبرى Map of "Greater Israel"
» قوات الاحتلال تقتحم طولكرم لشراء "النرجيلة"!
» منظمة يهودية تنشر خريطة اسرائيل الكبرى Map of "Greater Israel"
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة نوفمبر 11, 2011 6:55 am من طرف mohammed
» مناظر سياحية من تركيا
الجمعة نوفمبر 11, 2011 6:49 am من طرف mohammed
» صور من فلسطين.. التحدي
الجمعة نوفمبر 11, 2011 6:26 am من طرف mohammed
» منها 34 الف دولار: أغلي تورته في العالم مرصعه بقطع من الماس
الجمعة نوفمبر 11, 2011 6:03 am من طرف mohammed
» المستشار في الديوان الملكي السعودي: لا تصح 'شرعاً' الدعوة دعوة لأسر جنو
الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 8:20 am من طرف mohammed
» مدفع صينى لازالة القمامة
الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 8:15 am من طرف mohammed
» الأختراق الأمريكى لصحة أطفالنا
الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 8:10 am من طرف mohammed
» "بيل غيتس فلسطين" سفيرا لغوغل
الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 8:00 am من طرف mohammed
» مفتي سورية يؤكد رغبة الاسد بالتنحي لمزاولة الطب بعد اتمام عملية الاصلاحات
الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 7:35 am من طرف mohammed
» معزة القذافي بـ10 آلاف دولار ومبارك لم يقل لزوجته عيدك مبارك
الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 7:26 am من طرف mohammed
» منة فضالي في الحج .. صور
الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 7:14 am من طرف mohammed
» علاء وجمال تناولوا وجبات اللحوم في الثامنة صباحا
الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 6:59 am من طرف mohammed
» هاكرز يخترق مواقع الشاباك والموساد الإسرائيليين
الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 6:56 am من طرف mohammed
» هدم مقطع من «الجدار» وإصابة العشرات بالاختناق
الأحد نوفمبر 07, 2010 12:37 am من طرف mohammed
» صورة نادرة للقدس
السبت أكتوبر 30, 2010 8:21 pm من طرف mohammed
» الحقيقة المطلقة حول محمد في الكتاب المقدس 1
السبت أكتوبر 30, 2010 6:00 pm من طرف mohammed
» فضل شهر رمضان
الإثنين أغسطس 03, 2009 1:32 am من طرف mohammed
» فضل شهر رمضان
الإثنين أغسطس 03, 2009 1:31 am من طرف mohammed
» وجوب صوم رمضان
الإثنين أغسطس 03, 2009 1:30 am من طرف mohammed
» شهر رمضان
الإثنين أغسطس 03, 2009 1:21 am من طرف mohammed